بحضور الأمين العام للجماعة: عقد اجتماع مشترك للهيئة التنفيذية والمجلس المركزي مع مسؤولي فروع الجماعة

من أجل دراسة الوضع الحالي للبلاد وتأثيره على المجتمع وكذلك كيفية مواصلة أنشطة الجماعة في الوضع الحالي، تم عقد اجتماع مشترك للهيئة التنفيذية والمجلس المركزي مع مسؤولي الفروع صباح الخميس 10 يونيو بمقر الجماعة.

وفي هذا اللقاء أشار الأستاذ عبد الرحمن بيراني الأمين العام لجماعة الدعوة والإصلاح إلی الآية 29 من سورة الأعراف المباركة التي تقول: «قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ» وأردف قائلا: هذه الآیة عندما تصور حقيقة واحدة وهي ضرورة إطاعة أوامر الله تعالى وتوصياته، فإنها في نفس الوقت تؤكد على رکنین متقابلين: 

الرکن الأول، الذي يبدأ بـ «قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ» يؤكد على أن كل ما أمر الله الإنسان أن يفعله، فهو بالضرورة صواب وعدل وهذا يدل على تکریمه الإنسان. 

أما الركن الثاني فيبين هدف خلق الإنسان وغايته ويؤكده بقوله «وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ» وبالتذكير بأساسَي خلق الإنسان من جهة والبعث والرجوع إلیه من جهة أخری وهكذا تنتهي الآیة: «كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ»

وعلى هذا الأساس ينبغي للناس أن يتعرضوا أنفسهم بوعي وصدق للهداية الإلهية وإشعاع القرآن الكريم؛ ولأن أمر الله ليس إلا حقاً وعدلاً، فلا بد من إطاعة أوامر الله بوعي وصدق وإخلاص والذي جعل إبليس في طريق العصيان هو عدم الصدق والإخلاص وعلى هذا فإن كل من تبعه إلى يوم القيامة سيكرر نفس خطأ عدم الصداقة والإخلاص. 

وأضاف الأستاذ بيراني: تجدر الإشارة إلى أن الجماعة منذ بدايتها جعلت مبدأ الإصلاح الذي يهدف إلى النمو والرفعة، والأمن والراحة، والوحدة والتعاطف، واجبها ورسالتها؛ ولذلك ليس لدينا أي نية وهدف سوى إصلاح القضایا وخدمة دين الله وعباده. ومن الواضح أن الجماعة منظمة وطنية ولها القدرة على التأثير ولعب دور وخدمة أبناء الوطن والمواطنين.

وتابع عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين حديثه فقال: إن الحركات الإسلامية تواجه الآن ظروفاً حساسة مختلفة؛ ولذلك، فمن المناسب إعادة تحديد أولوياتها بواقعية وفهم صحيح للظروف العالمية والإقليمية والوطنية المتغيرة؛ لأن الظروف الجديدة تتطلب مهاماً جديدةً.

وقال الأمين العام للجماعة: إن جوانب التدين واسعة ومن المناسب ألا نختصرها في البعد التربوي فقط، بل يجب أن نولي نحن والحركات الإسلامية اهتماماً جدياً بجوانب أخرى اجتماعية وثقافية وغيرها. ولا شك أننا الآن في حاجة ماسة إلى شخصيات قادرة وخبيرة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها، وعلينا أن نأخذ هذه الاحتياجات بعين الاعتبار.

واستمراراً لهذا الاجتماع، قام كل من النواب المركزيين ومسؤولي الفروع، بعد تقديم تقاريرهم عن وضع المؤسسات الخاضعة لإداراتهم ومجالات نشاط الجماعة، بتحليل الأوضاع الراهنة للمجتمع من وجهة نظرهم.

كبار مسؤولي الجماعة والحاضرين في هذا الاجتماع، بعد التفكير معًا وتبادل الآراء، اتفقوا أخيرًا على مواصلة تعزيز الحوارات والتواصل داخل التنظيم والتوافق والتعاطف، فضلاً عن التواصل الفعال مع جسد المجتمع والمؤسسات المتعلقة بمجال نشاط الجماعة.